منتدى الدويدار



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الدويدار

منتدى الدويدار

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الدويدار

ثقافى، اجتماعى، تعارف، عائلات دويدار


    شَرِبْنا ، على ذكرِ الحَبيـبِ ، مُدامَـةً( للشاعر الملقب شرف الدين بن الفارض)

    رمضان دويدار
    رمضان دويدار


    عدد المساهمات : 166
    تاريخ التسجيل : 07/08/2010
    العمر : 1970

    شَرِبْنا ، على ذكرِ الحَبيـبِ ، مُدامَـةً( للشاعر  الملقب شرف الدين بن الفارض) Empty شَرِبْنا ، على ذكرِ الحَبيـبِ ، مُدامَـةً( للشاعر الملقب شرف الدين بن الفارض)

    مُساهمة  رمضان دويدار الثلاثاء يوليو 19, 2011 11:00 am

    شَرِبْنا ، على ذكرِ الحَبيـبِ ، مُدامَـةً،سَكِرْنا بها ، مِنْ قبلِ أنْ يُخْلَقَ الكَـرْمُ

    لها البَدرُ كأسٌ ، وهيَ شمسٌ ، يُديرُهـاهِلالٌ ، وكمْ يَبدو إذا مُزِجَـتْ نَجـمُ

    ولولا شَذاها مـا اهتَدَيـتُ لِحَانِهـا،ولولا سَناهـا مـا تَصَوَّرَهـا الوَهْـمُ

    ولمْ يُبْقِ مِنها الدَّهـرُ غيـرَ حُشاشَـةٍ،كأنَّ خَفاها ، في صُدورِ النُّهَـى كَتْـمُ

    فإنْ ذُكرَتْ في الحَـيِّ أصْبَـحَ أهْلُـهُنَشاوى ، ولا عَـارٌ عليهـمْ ولا إثْـمُ

    ومِنْ بينِ أحشاءِ الدِّنـانِ تَصاعـدَتْ،ولمْ يَبْقَ منها ، في الحقيقـةِ ، إلاّ اسْـمُ

    وإنْ خَطَرَتْ يوماً على خاطِـرِ امـرِئٍأقامَتْ بهِ الأفـراحُ ، وارْتَحَـلَ الهَـمُّ

    ولـوْ نَظَـرَ النُّدِمـانُ خَتـمَ إنائِهـا،لأسكَرَهُمْ منْ دونِهـا ذلـكَ الخَتـمُ

    ولوْ نَضَحوا منها ثَـرَى قَبـرِ مَيِّـتٍ،لعادتْ إليهِ الرُّوحُ ، وانتَعشَ الجِسْـمُ

    ولو طرَحوا في فَيءِ حائـطِ كَرْمِهـا،عَليلاً ، وقدْ أشفى ، لَفَارَقَـهُ السُّقـمُ

    ولوْ قرَّبوا ، منْ حانِها ، مُقعَداً مَشَـى،وتَنْطِقُ مِنْ ذِكْـرَي مَذاقتِهـا البُكْـمُ

    ولوْ عَبَقتْ في الشَّرْقِ أنفـاسُ طيبِهـا،وفي الغربِ مزْكومٌ ، لَعَادَ لـهُ الشَّـمُّ

    ولوْ خُضِبتْ ، مِنْ كأسِها ، كَفُّ لامِسٍلمَا ضَلَّ في ليلٍ ، وفـي يَـدِهِ النَّجْـمُ

    ولوْ جُليَتْ ، سِرَّاً ، على أكْمَـهٍ غَـدابَصيراً ، ومِنْ راووقِها تَسمـعُ الصُّـمُّ

    ولوْ أنَّ رَكباً يَمَّمـوا تُـرَبَ أرْضِهـا،وفي الرَّكبِ مَلسوعٌ ، لمَا ضَرَّهُ السُّـمُّ

    ولوْ رَسَمَ الرَّاقي حُروفَ اسمِها ، علـىجَبينِ مُصابٍ جُـنَّ ، أبْـرَأهُ الرَّسْـمُ

    وفَوْقَ لِواءِ الجيشِ لـوْ رُقِـمَ اسمُهـا،لأسكَرَ مَنْ تحتَ الِّلـوَا ذلـكَ الرَّقـمُ

    تُهَذِّبُ أخْلاقَ النَّدامـى ، فيَهتـدي،بها ، لطَريقِ العَزْمِ ، مَـنْ لا لـهُ عَـزْمُ

    ويكرُمُ مَنْ لمْ يَعـرِفِ الجـودَ كَفَّـهُ،ويَحْلُمُ ، عِندَ الغيظِ ، مَنْ لا لهُ حِلْـمُ

    ولوْ نالَ فَـدْمُ القـومِ لَثْـمَ فِدامِهـا،لأكْسَبَـهُ مَعنـى شَمائِلِهـا الَّلـثـمُ

    يَقولونَ لي : صِفْها ، فأنـتَ بوَصْفهـاخبيرٌ ، أجَلْ ! عِندي بأوصافِهـا عِلـمُ

    صَفاءٌ ، ولا ماءٌ ، ولُطْفٌ ، ولا هَـواً،ونورٌ ، ولا نارٌ ، وروحٌ ، ولا جِسْـمُ

    تَقَـدَّمَ كُـلَّ الكائِنـاتِ حَديثُـهـا،قديماً ، ولا شكلٌ هنـاكَ ، ولا رَسْـمُ

    وقامَتْ بها الأشيـاءُ ثَـمَّ ، لحكمَـةٍ،بها احتَجَبَتْ عنْ كلِّ منْ لا لـهُ فَهْـمُ

    وهامَتْ بها روحي ، بحيثُ تمازَجا ، اتّحـاداً ، ولا جِـرمٌ تخلَّلـهُ جِــرْمُ

    فخَمْـرٌ ، ولا كَـرْمٌ ، وآدَمُ لـي أبٌ،وكَرْمٌ ، ولا خَمْـرٌ ، ولـي أُمُّهـا أمُّ

    ولُطْفُ الأواني ، في الحقيقـةِ ، تابِـعٌلِلُطْفِ المَعاني ، والمَعانـي بهـا تَنْمُـو

    وقدْ وَقَعَ التَّفريقُ ، والكـلُّ واحـدٌ،فأرواحُنا خَمْـرٌ ، وأشباحُنـا كَـرْمُ

    ولا قَبْلَها قَبـلٌ ، ولا بَعـدَ بَعدَهـا،وقَبْلِيَّـةُ الأبْعـادِ ، فهـيَ لهـا حَتْـمُ

    وعَصرُ المَدى منْ قَبلهِ كـانَ عصْرَهـا،وعَهْدُ أبينـا بَعدَهـا ، ولهـا اليُتـمُ

    محاسِنُ ، تَهـدي المادِحيـنَ لِوَصْفِهـا،فيَحسُنُ فيها مِنهُـمُ النَّثـرُ والنَّظـمُ

    ويَطرَبُ مَنْ لمْ يَدرِها ، عنـدَ ذِكرِهـاكمُشتاقِ نُعمٍ ، كلَّمـا ذكـرَتْ نُعـمُ

    وقالوا : شرِبتَ الإثمَ ! كـلاَّ ، وإنَّمـاشَرِبتُ الَّتي ، في تَركِها ، عنديَ الإثـمُ

    هَنيئاً لأهلِ الدّيرِ ! كَمْ سَكِـرُوا بهـا،وما شرِبوا منهـا ، ولكِنَّهـمْ هَمُّـوا

    وعِندِيَ مِنها نَشـوَةٌ ، قبـلَ نَشأتـي،معي أبداً تَبقـي ، وإنْ بَلِـيَ العَظْـمُ

    عليكَ بها صِرْفاً ، وإنْ شِئتَ مَزْجَهـا،فعَدلُكَ عنْ ظلمِ الحَبيبِ هـوَ الظُّلـمُ

    فدونكَها في الحانِ ، واستَجْلِهـا بـهِ،على نَغَمِ الألحانِ ، فهـيَ بهـا غُنـمُ

    فما سَكَنَتْ والهَمَّ ، يومـاً ، بموضـعٍ،كذلكَ لمْ يسكُنْ مـعَ النَّغـمِ ، الغَـمُّ

    وفي سَكرَةٍ منها ، ولو عُمْـرَ ساعـةٍ،تَرى الدَّهرَ عَبْداً طائِعاً ، لـكَ الحُكـمُ

    فلا عيشَ ، في الدُّنيا ، لمنْ عاشَ صاحياً،ومنْ لمْ يَمُتْ سُكراً بهـا فاتَـهُ الحَـزْمُ

    على نفسِهِ ، فَليَبكِ مَنْ ضَاعَ عُمـرُهُ،وليسَ لهُ فيهـا نصيـبٌ ، ولا سَهـمُ [/size[/b
    ]]***********************
    [b][size=24]ابن الفارض
    576 - 632 هـ / 1181 - 1235 م
    عُمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، الملقب شرف الدين بن الفارض.
    شاعر متصوف، يلقب بسلطان العاشقين، في شعره فلسفة تتصل بما يسمى (وحدة الوجود).
    اشتغل بفقه الشافعية وأخذ الحديث عن ابن عساكر، وأخذ عنه الحافظ المنذري وغيره، إلا أنه ما لبث أن زهد بكل ذلك وتجرد، وسلك طريق التصوف وجعل يأوي إلى المساجد المهجورة وأطراف جبل المقطم، وذهب إلى مكة في غير أشهر الحج ‌‍‍‍‍‍‍‍‍! ‍
    وأكثر العزلة في وادٍ بعيد عن مكة.
    ثم عاد إلى مصر وقصده الناس بالزيارة حتى أن الملك الكامل كان ينزل لزيارته.
    وكان حسن الصحبة والعشرة رقيق الطبع فصيح العبارة، يعشق مطلق الجمال


    منفول

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 4:29 pm